أيّها الحضورُ الكريم
في هذا اليومِ المميّزِ أقفُ أَمامكُم ، ألقي كلمتي هذه وقلبي ينبضُ بمزيجٍ من الفرحِ والحزنِ.
منذ خمسةَ عشرَ عامًا دخلتُ أبوابَ هذه المدرسةِ والدموعُ تنهمرُ من عينيّ، وها أنا اليومَ سأخرجُ من هذا البابِ والحرقةُ تملُأ قلبي.
ذكرياتٌ كثيرةٌ جميلةٌ سأحملُها معي، وستبقى محفورةً في داخلي. كيف لي أن أنسى مرحلَةً عشْتُ فيها أَحداثًا مشوّقةً ، وبنيتُ فيها صداقاتٍ ستظلُّ في القلبِ مهما ابتعدنا. في أروقةِ هذه المدرسةِ خَطَوْنا أولى خطواتِنا نحو المعرِفةِ ، تعلّمنا الحروفَ والكلماتِ ، تعلّمنا قيمَ المحبّةِ والاحترامِ ، تعلّمنا كيفَ نرسمُ أحلامَنا بأيدينا.
ولكلّ من كانَ جزءًا من مسيرتِنا أقولُ شكرًا.
شكراً لإدارةِ مدرسةِ بشمزينَ العالية ممثّلةً بشخصِ مديرتِها السّيدة ليلى شاهين التي كانت ربّانَ السّفينةِ الذي أوصلَنا إلى برّ الأمانِ، جاهزينَ لخوضِ مرحلةٍ جديدةٍ مصيريَّةٍ في حياتنا. شكرًا لمعلّمينا الذين بذلوا قُصارى جهدِهِم لتزويدِنا بالعلمِ والمعرفةِ، وغمرُونا بمحبّةِ وحنانِ الأهلِ. وأخصُّ بالشكرِ ------------------------------------ اللّواتي كنّ الدّاعمَ لي في كثيرٍ من المواقفِ.
والشّكرُ الأكبرُ لسندي الدّائم أمّي وأبي. شكراً لكُما على تربيتِكما لنا، أنا وإخوتي، تربيةً صالحة. فبفضلكما أنا أقف هنا متميزاً بعد أختي التي وقفت قبلي من على هذا المنبر سنة ٢٠٢٣ . أنتما أعظمُ نعمةٍ وهبَني اللهُ إيّاها. أمّي تخونُني الكلماتُ التي مهما عُظِمَت تبقى عاجزةً عن التعبيرِ عن محبّتي لك، لأَنّكِ تثبتينَ يومًا بعدَ يومٍ أنّ الدّنيا فعلًا هي أمّ.
أحبّائي، اليومَ نودّعُ الطفولةَ لنمضيَ نحوَ المستقبلِ ، نحملُ في قلوبِنا طموحاتٍ كبيرةً، وآمالًا لا تعرفُ الحدودَ. وإن كنّا سنغادُر اليومَ فستبقى مدرسَتُنا هي البوصلةَ التي توجّهُنا. نعدُكم بأن نكلّلَ جهودَكُم بنجاحِنا في الامتحاناتِ الرسميّةِ في المستقبلِ القريبِ، وبنجاحِنا في الحياةِ بإذنِ اللّهِ في المستَقبلِ البعيدِ.
لن أقولَ وداعًا، لكنّني سأقولُ إلى اللّقاءِ يا من صنعتُم منّا ما نحنُ عليه اليوم وإلى لقاءٍ جديدٍ في عالمٍ نصنعُ فيه مستقبلَنا بأيدينا أو تفخزون فيه بنا.