السّادةُ الحضور، الزّملاءُ الأعزّاء، أولياءُ الأمورِ الأفاضل، خِرّيجينا الغوالي، هو يومٌ استثنانيٌّ متمايزٌ نَقِفُ فيهِ على عتباتِ نهايةٍ هي البدايةَ. بدايةٌ تحمِلُ في طيّاتِها أملاً وألقًا.
سنواتٌ مَضَتْ، كنتُم خلالَها نَبْضَ المدرسةِ وروحَها المتجدّدة ، كنتم السّجلَّ الحافلَ بالنّجاحاتِ والتّحدّيات . واليومَ، أراكُم طيوراً ترنو نحوَ المستقبل، نحوَعالمٍ وسيعٍ يَغُصُّ بالفُرَصِ والمسؤوليّات، متسلّحينَ بالعِلمِ والمعرفةِ والقيمِ التي غرسناها معًا.
الحقَّ أقولُ لكم، لم يكُن هذا المكانُ مجرّدَ مدرسةٍ بالنسبةِ إليَّ، بل كانَ بيتًا ثانياً، موطنًا للنّموّ والتطوّر. جئتُه شابةً في الثانيةِ والعشرينَ من عمري، بحماسةِ المُتَطَلّعةِ إلى الإسهامِ في بناءِ هذا الصرحِ التّربويّ المجيد. أتذكّرُ يومَ دعانِي الأستاذ وليد نجّار إلى منزلِ الأستاذِ أسعد نجّار - عمّو أسعد - رحمَهُ اللّه، لأكونَ جزءًا من هذه المؤسّسةِ، فبدأتُ رحلتي مدرّسةً لمادّةِ الكيمياء.
هي لحظةٌ غيرَّت مسارَ حياتي، إذْ شعرْتُ منذُ الوهلةِ الأولى أَنَنّي لا أنضمُّ فقط إلى مدرسةٍ بل عائلة، أنضمُّ إلى تاريخٍ مُتَجذّرٍ في أتربةِ العلم والتّفاني. ومعَ مرورِ السّنين، امتزجَ كِياني بروحِهِ، صِرتُ جُزءًا من تاريخِهِ، كذلك أنتمُ اليومَ، لاريبَ، جزءٌ من هذا الإرثِ العظيم. ستغادِرونَ الجدرانَ ، لكنَّ الذكرى لن تَغادِرَكم. سَتَظَلُّ اللّحظاتُ محفورةً في قلوبِكم، وسَتُدركونَ يومًا أنَّ بشمزّينَ لم تَكُنْ محطّةً وحسب، بل الأساسَ الذّي بَنَيْتُم عليهِ أحلامَكم ونجاحاتِكم.
ولا يُمكنُني أن أختِمَ من دونِ أن أتوجَّهَ بأسمى آياتِ الشُّكرِ والعرفانِ لزملائِي الأعزّاء، المعلّمينَ الأفاضل، الذّين كانوا خيرَ داعمٍ وسندٍ في مسيرةِ التّعليمِ والتّطويرِ أخصّ بالذّكر من كانوا تلاميذي في المدرسة إذ يُوَفّروا جُهدًا في غرسِ المعرفةِ والقيمِ في نفوسِ أبنائِنا الطُّلاب .
خِرّيجينا الأعزّاء، أحملُ إليكمُ اليومَ أمنياتٍ خالصةً بالسّعادةِ والنّجاح، وأَثِقُ بقُدرَتِكُم على إضاءةِ الدّروبِ الّي ستسلكونَها عزمًا وطموحًا. لا تنسَوا أنّكم أبناءُ هذا المكان، فاحمِلوا رايتَه بفخرٍ جَلَلتُم، وكونوا خيرَ ممثّلٍ لَهُ في كلّ موقعٍ تَشغَلونَهُ.
واستذكروا عظمةَ طاغور في قولِه :
لا تتوقّف عنِ الحُلُم، فالطّيورُ تُحَلّقُ في علياتِها وَلَو كانَتِ السّماءُ غائمة." "
BHS Seniors 2025, we are proud of you.
والآن أترُكُ لكُم أروعَ الكلمات، كلماتِ مُمَثّليكُم في هذه اللّحظةِ التاريخيّة.
طلّابُنا المتفوّقونَ تفضَّلوا وشارِكونا خِطاباتِكم، فلنستَمِع إليكُم بآذانٍ يكلّلُها الفخرُ والاعتزاز: